صحراء تعارف
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

غزوة بدر الكبرى

اذهب الى الأسفل

غزوة بدر الكبرى Empty غزوة بدر الكبرى

مُساهمة  abrouzou الثلاثاء سبتمبر 08, 2009 7:28 am

في مثل هذا اليوم من الشهر المُبارَك -شهر رمضان المُعَظَّم- تطالعنا ذكرى غزوة بدر الكبرى؛ ففي اليوم السابع عشر من رمضان في السنة الثانية للهجرة الشريفة، وقعت هذه الغزوة، وكانت فيها قوة المسلمين ثلاثمائة وثلاثةَ عشرَ مقاتلاً؛ ليس معهم إلاّ سلاح خفيف: سبعون بعيرًا، وفَرَسَان، وقد خرجوا لا للقتال، وإنَّما للاستيلاء على عِير قريش القادمة من الشام، وكان جيش المشركين تسعمائة وخمسين، وعِيرهم سبعمائة بعير، ومائة فرس، وسلاح كثير.. فالتقت القوتان بماء بدر، ورأى المسلمون جيش عدوهم فلجأوا إلى الله عزّ وجلّ واستغاثوا، وألقوا بأمرهم إليه؛ فاستجاب لهم، وأمدّهم بالملائكة؛ ثبَّتوهم؛ وقاتلوا معهم؛ ونصرهم الله على عدوهم نصرًا عزيزًا.
لقد فُرِضَت الموقعة على المسلمين فرضًا، وفُوجِئوا على غير استعداد بتحدي صناديد قريش وأبطالها لهم؛ ولم يكن بُدٌّ من قَبول هذا التحدي، وواجه النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم الموقف بما يتطلّبه من إيمان وثقة.
فسار جيش المشركين حتّى نزلوا بالعدوة القصوى من الوادي (أي الشاطئ البعيد للوادي)، وسار رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بأصحابه حتّى نزلوا بالعدوة الدنيا من الوادي، ولم يكن بها ماء فأرسل الله تعالى الغيث حتّى سال الوادي فشرب المسلمون وملئوا أسقيتهم، وتلبدت لهم الأرض حتّى سهل المسير فيها، أما الجهة الّتي كان بها المشركون فإن المطر أوحلها، فتقدم النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بجيشه حتّى نزل بأقرب ماء من القوم، وأمر ببناء حوض يملأ ماء لجيشه؛ كما أمر بأن يغوّر ما وراءه من الآبار حتّى ينقطع أمل المشركين في الشرب من وراء المسلمين، ثمّ أذن لأصحابه أن يبنوا له عريشًا يأوى إليه، فبني له فوق تل مشرف على ميدان القتال.
فلمّا تراءى الجيشان، قام النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم بتعديل صفوف جيشه حتّى صاروا كأنّهم بنيان مرصوص، ونظر لقريش فقال: اللّهمّ هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها تحادّك وتكذّب رسولك، اللّهمّ فنصرك الّذي وعدتني.
وبعد أن برز ثلاثة أنجاس من صفوف المشركين لثلاثة من المسلمين وكان النصر لصالحهم، بدأ الهجوم فخرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم من العريش يشجّع النّاس ويقول: ''سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ''، وأخذ من الحصباء حفنة رمى بها في وجوه المشركين قائلاً: شاهت الوجوه ( أي: قبحت)، ثم قال لأصحابه: شُدُّوا عليهم. فحمى الوطيس (أي: اشتد القتال). وأمدّ الله تعالى المسلمين بملائكة النصر، فلم تك إلاّ ساعة حتّى انهزم المشركون وولوا الأدبار، وتبعهم المسلمون يقتلون ويأسرون، فقتلوا منهم سبعين رجلاً وأسرّوا سبعين، ومن بين القتلى كثيرون من صناديدهم.
ولمّا انتهت الموقعة أمر عليه الصّلاة والسّلام بدفن الشهداء، وأمر بإلقاء قتلى المشركين في قليب بدر، ولم يستشهد من المسلمين سوى أربعة عشر رجلاً رضي الله عنهم، وبعدها أمر صلّى الله عليه وسلّم بجمع الغنائم فجمعت، وأرسل مَن يُبَشّر أهل المدينة بالنصر، ثم عاد عليه الصّلاة والسّلام بالغنائم والأسرى إلى المدينة فقسّمها، وأما الأسرى فأفدتهم قريش من ألف درهم إلى أربعة آلاف درهم للرجل بحسب منزلته فيهم، ومن لم يكن معه فداء وهو يحسن القراءة والكتابة أعطوه عشرة من غلمان المسلمين يُعلّمهم، فكان ذلك فداءه.
abrouzou
abrouzou

عدد المساهمات : 7
نقاط : 22
تاريخ التسجيل : 06/09/2009

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى